أ.د كمال الجنزوري

عقد معهد التخطيط القومي يوم الثلاثاء الموافق 7 مارس 2023 الحلقة الرابعة من حلقات “سيمنار الثلاثاء” والتي تم تخصيصها للحديث عن الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس وزراء مصر الأسبق، ومدير معهد التخطيط القومي الأسبق.

د. كمال الجنزوري (12 يناير 1933-31 مارس 2021) سياسي مصري، شغل منصب رئيس وزراء مصر سابقًا، كلفه المجلس العسكري بتشكيل الحكومة في 25 نوفمبر 2011، وكان قد تولى رئاسة الوزارة قبل ذلك في الفترة من 4 يناير 1996 إلى 5 أكتوبر 1999، صاحب فكرة الخطة العشرينية التي بدأت في 1983 وانتهت عام 2003، دخلت مصر بعد ثلاث خطط خمسية مرحلة الانطلاق، لُقب بوزير الفقراء والوزير المعارض لما ظهر منه في وقت رئاسته للحكومة وعمله الذي اختص برعاية محدودي الدخل.

وُلد الدكتور كمال الجنزوري في قرية جروان، مركز الباجور، محافظة المنوفية في 12 يناير 1933، متزوج وله ثلاث بنات، “بنتان خريجتا كلية الهندسة، والأخيرة خريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية”. توفي يوم الأربعاء 31 مارس 2021 ميلاديًّا، الموافق 18 شعبان 1442 هجريًّا، عن عمر ناهز 88 عامًا.

السيرة العلمية

حاصل على دكتوراه في الاقتصاد من جامعة ميتشجان الأمريكية.

السيرة الوظيفية

  • أستاذبمعهد التخطيط القومي
  • وكيل وزارة التخطيط عام 1974-1975.
  • محافظالوادي الجديد عام 1976.
  • محافظبني سويف عام 1977.
  • مدير معهد التخطيط القوميعام 1977.
  • عضو هيئة مستشاري السيد رئيس الجمهورية 1978-1980.
  • وزير التخطيط عام 1982.
  • وزيرًاللتخطيط والتعاون الدولي في يونيو 1984.
  • عضو مجلس الشعب لدورتين 1984-1988.
  • نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التخطيط والتعاون الدولي في أغسطس 1986.
  • نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التخطيط والتعاون الدولي في نوفمبر 1987.
  • رئيس مجلس الوزراء يناير 1996 – أكتوبر 1999.
  • رئيس مجلس الوزراء نوفمبر 2011- يوليو 2012.
  • مستشار رئيس الجمهورية للشئون الاقتصادية 2012-2021.

 

  • الجنزوري، كمال أحمد (2013) طريقي: سنوات الحلم.. والصدام.. والعزلة: من القرية إلى رئاسة مجلس الوزراء، القاهرة، دار الشروق. [الرابط]
  • الجنزوري، كمال أحمد (2013) مصر والتنمية: وحكومة الجنزوري الأولى، القاهرة، دار الشروق. [الرابط]
  • الجنزوري، كمال (2012) برنامج الحكومة: ألقاه السيد الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء أمام مجلس الشعب 2012. مجلة البحوث المالية والضريبية، ع 77، 177 – 222. [رابط ملفPDF] [رابط آخر]
  • الجنزوري، كمال أحمد (1997) مصر والقرن الحادي والعشرين، القاهرة، كتاب الأهرام الاقتصادي. [الرابط]
  • بيان الدكتور كمال أحمد الجنزوري نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التخطيط أمام مجلسي الشعب والشورى عن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 94 / 1995، وزارة التخطيط. [الرابط]
  • بيان الدكتور كمال أحمد الجنزوري نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التخطيط أمام مجلس الشعب، خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 89 / 1990: وزارة التخطيط. [الرابط]
  • بيان الدكتور كمال أحمد الجنزوري نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التخطيط أمام مجلس الشعب، خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 88 / 1989: وزارة التخطيط. [الرابط]
  • الجنزوري، كمال (1985) استراتيجيات التنمية والمُناخ المستهدف لمشروعات الخطة. المؤتمر السنوي الحادي والعشرون: الإدارة واستراتيجيات التنمية حتى عام 2000، الإسكندرية: جماعة خريجي المعهد القومي للإدارة العليا، 23 – 32. [رابط ملفPDF] [رابط آخر]
  • عز الدين، منير أحمد؛ عبد اللطيف، محيي الدين؛ معاذ، محمد فوزي؛ والجنزوري، كمال (1985) افتتاح المؤتمر الحادي والعشرين لجماعة خريجي المعهد القومي للإدارة العليا. مجلة المدير العربي، ع 92، 7-14. [رابط ملفPDF] [رابط آخر]
  • الجنزوري، كمال (1982) بعض الملامح العامة لاستراتيجية التنمية الصناعية في مصر حتى سنة 2000. مجلة المال والتجارة، مج 13، ع 156، 35 – 38. [رابط ملفPDF] [رابط آخر]
  • محمد عباس محمد الحبروتي (1971) الدالة السمادية للحاصلات الزراعية الرئيسية؛ إشراف كمال أحمد الجنزوري. [الرابط]
  • الجنزوري، كمال أحمد (1970) بعض المفاهيم الأساسية في اقتصاد الإنتاج الزراعي، سلسلة المذكرات الخارجية. مذكرة رقم 949. معهد التخطيط القومي. [الرابط]

المؤتمرات:

  • مؤتمر الأسرة والتنمية (1- 3 إبريل 1995): بحوث وأوراق المؤتمر / معهد التخطيط القومي. مركز التخطيط الاجتماعي والثقافي. [الرابط]
  • مؤتمر قضايا الشباب في المجتمع المصري المعاصر: (26-28 إبريل 1994): بحوث وأوراق المؤتمر / معهد التخطيط القومي. مركز التخطيط الاجتماعي والثقافي. [الرابط]

سادسًا: العمل السياسي

قبل رئاسة الوزراء شغل منصب محافظ الوادي الجديد ثم محافظ بني سويف قبل أن يدير معهد التخطيط القومي ثم يصبح وزيرًا للتخطيط فنائبًا لرئيس الوزراء.

فترة رئاسة الوزراء الأولى 1996-1999:

بدأ في عهده عدة مشاريع ضخمة بهدف تسيير عجلة الإنتاج والزراعة والتوسع بعيدًا عن منطقة وادي النيل المزدحمة، من ضمنها مشروع مفيض توشكي الذي يقع في أقصى جنوب مصر، وشرق العوينات، وتوصيل المياه إلى سيناء عبر ترعة السلام، ومشروع غرب خليج السويس، بالإضافة إلى الخط الثاني لمترو الأنفاق بين شبرا الخيمة بالقليوبية والمنيب بالجيزة مرورًا بمحافظة القاهرة للحد من الازدحام المروري بمحافظات القاهرة الكبرى.

كما أقر مجموعة من القوانين والخطوات الجريئة منها قانون الاستئجار الجديد، كما ساهم في تحسين علاقة مصر بصندوق النقد الدولي وكذلك بالبنك الدولي، كما شهد في عصره تعثر بنك الاعتماد والتجارة فتدخلت الحكومة لحل الأزمة وتم ضم البنك إلى بنك مصر.

فترة اعتزال العمل السياسي 1999-2011:

اعتزل الجنزوري العمل السياسي بعد خروجه من رئاسة الوزراء، وصرَّح في لقاء تلفزيوني في برنامج العاشرة مساءً في فبراير 2011 (عقب ثورة 25 يناير) بأن نظام مبارك ضيَّق عليه وحاصره إعلاميًا بعد مغادرته رئاسة الوزراء.

فترة رئاسة الوزراء الثانية 2011 – 2012

بعد ثورة 25 يناير، رشحه المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير طنطاوي لرئاسة الوزراء، وكلّفه بتشكيل الحكومة معلنًا أنه سيكون له كافة الصلاحيات، يوم 25-11-2011، جراء مليونيه 18-11-2011 «جمعة الفرصة الأخيرة» والتي استقالت بعدها حكومة د. عصام شرف.

اعترض المتظاهرون وقتها على تعيين الجنزوري لكونه من المحسوبين على نظام  مبارك، وتم التكليف في ٧ ديسمبر ٢٠١١ واستمر حتي ٣١ يوليو ٢٠١٢، وبذلت هذه الحكومة قصارى جهدها في عودة الأمن للشارع المصري ووقف النزيف الاقتصادي. وبالفعل عاد الأمن بانتشار ما يزيد عن أربعين ألف جندي وضابط في مختلف أرجاء المعمورة، كما تمت إتاحة 1700 سيارة للشرطة. وفيما يخص تدهور الوضع المادي والنقدي، ففي خلال الشهور الأولى من ثورة 25 يناير، خرج من البنوك ما يزيد عن 45 مليار دولار في 2011. كما انخفض الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية انخفاضًا هائلًا، بمعدل شهري من 1.5 إلى 2 مليار دولار خلال الفترة يناير- نوفمبر 2011، وأصبح من الضروري إيقاف هذا الأمر، حيث تضاءل الانخفاض إلى 500 مليون دولار في ديسمبر 2011، في الشهور الأولى لحكومة الإنقاذ، واستمر الانخفاض شهريًا، حتى بدأ ارتفاع الاحتياطي خلال الشهور التالية ليحقق فائضًا بنحو 100 مليون دولار في مارس 2012، وكان الفائض الأول منذ يناير 2011.

وفي الأول من فبراير 2012 وقعت حادثة إستاد بورسعيد التي راح ضحيتها ما يزيد عن 73 فردًا وعشرات المصابين بعد اعتداء مسلحين بالأسلحة البيضاء على مشجعي النادي الأهلي، فاتخذ الجنزوري قرارًا بإقالة محافظ بورسعيد وإقالة كل من مدير أمن بورسعيد ومدير مباحث بورسعيد. كذلك أثيرت في عهده ما عُرف بقضية التمويل الأجنبي.

المتحدثون:

  1. أ.د/ عثمان محمد عثمان، وزير التخطيط الأسبق، أستاذ الاقتصاد بمركز السياسات الاقتصادية الكلية بمعهد التخطيط القومي،
  2. أ.د/ جلال مصطفى السعيد، وزير النقل الأسبق، محافظ الفيوم الأسبق، محافظ القاهرة الأسبق.
  3. أ.د/ سعد نصار، مستشار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أستاذ الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة جامعة القاهرة، محافظ الفيوم الأسبق.

 

أشار المتحدث الأول أ.د. عثمان محمد عثمان في كلمته إلى ثلاثة عناصر:

الأول: علاقة العمل مع الجنزوري

الثاني: السيرة الذاتية

الثالث: رؤيته لمسيرة التنمية، وعمل الحكومة

الأول: علاقة العمل مع الجنزوري

التأكيد على أهمية دور رئيس العمل، وهو كان مديراً لمعهد التخطيط القومي، والواقع أن نجاحنا وتقدمنا يعود إلى قيادة المعهد، كنت ومثلي كثيرين، من المحظوظين في العمل مع د. إسماعيل صبري عبد الله، ومن بعده د. كمال الجنزوري، وطالما نصحوني، وكانت نصائحهم فعاله وواضحة بالنسبة لي في موقفين:

– الموقف الأول، في عام 1996 تلقيت عرضًا من الأمم المتحدة للعمل مع معهد للتنمية المجتمعية لدولة بنجلاديش، لأكون مديرًا للمشروع، وتقدمت بطلب بإجازة بدون مرتب، واستدعى زوجتي وسألها عن أية مشاكل، ولكنه استدعاني لمكتبه وسألني هل تريد أن تسافر؟ قلت نعم، فقال سأوافق على ٣ شهور، ولو طلبت مني تمديد الفترة سأوافق.  لما أصبح رئيس مجلس الوزراء، كان يمازحني ويقول عرفت ماذا يعني الفقر؟ لأنه كان يدرك وكان عنده بعد نظر، هذه هي علاقة رئيس العمل بمرؤوسيه، علاقة إنسان وأخوة وصداقة.

– الموقف الثاني، في عام 1997 تلقيت عرضًا من MIT للعمل كأستاذ زائر وتقدمت بطلب للسفر ورفض في البداية، ثم وجه إلى اللجنة استثنائي من شرط المدة، وسافرت لفترة تزيد عن سنة.

الثاني: السيرة الذاتية

اعتمدت على كتابه سنوات الحلم والصدام فترة العزلة. مرحلة الحلم، وهي القصيرة نسبيًا، ومرحلة الصدام كانت الأطول في هذا الكتاب، ويعد هذا الكتاب هو السيرة الذاتية الأولى لرئيس وزراء مصر، باستثناء د. حازم الببلاوي، واعتقد أن الجنزوري في كتابه وفي مرحلة الصدام، كانت تنطوي على عمل الحكومة، فما أشار إليه وحكى عنه في دولاب الحكومة والوزراء، الحقيقة هو كاشف ويعطي صورة لمن لم ينخرط في العمل العام عن طبيعة هذا العمل.

إيمانه بالتخطيط في كل مراحل العمل المختلفة، ومسيرة الجنزوري من أولها إلى منتهاها كانت في التخطيط، حتى عندما عرض عليه العمل في رئاسة الجمهورية، اعتذر وقال كنت مقتنعًا بأن مستقبلي في التخطيط…المرة الوحيدة التي كان القرار تعيينه مديرًا لمعهد التخطيط القومي بدرجة نائب وزير بصفة شخصية، كما قال في كتابه عدت إلى بيتي في معهد التخطيط، وبالنسبة لمسيرته الوزارية يبدو أنه كان في الجانب المعارض للنظام، كان يحكي وقائع، ويركز على عدد مرات ترشيحه للوزارة. العلاقة مع صندوق النقد الدولي. المبادئ العشر للحكومة، ويرى أن الحكومة في عهده التزمت بهذه المبادئ.

الثالث: رؤيته لمسيرة التنمية وعمل الحكومة

كان يتمسك بأن عجز الموازنة لابد أن يكون في الحدود الآمنة، وكان من أنصار زيادة الاستثمارات العامة، ويذكر بفخر شديد دوره كعضو ضمن الوفد المسئول عن تخفيض الدين الخارجي، ويوضح حساسيته لتغيير سعر الصرف.

كما أشار المتحدث الثاني أ.د. سعد نصار في كلمته إلى:

  • تخرج د. الجنزوري من كلية الزراعة تخصص اقتصاد زراعي ١٩٥٧ وعين في بداية حياته في وزارة الزراعة، وفي ١٩٦٠ صدر قرار جمهوري بأن ينشأ في كل وزارة قسم لشئون التخطيط والتنمية وكلف هو بإدارة هذا القسم، وسافر إلى أمريكا لدراسة الدكتوراه ورجع إلى معهد التخطيط القومي، ويجب توضيح أن التخطيط ليس حكرًا على تخصص معين، ولكنه متعدد العلوم كما في رواد معهد التخطيط الأوائل في اختلاف تخصصاتهم كالاقتصاد، الهندسة، الزراعة،… والتخطيط ليس علمًا فقط، بل هو علم وفن، والتخطيط علم وممارسة، وممارسة التخطيط في هذه القلعة العريقة خير مثال.
  • د. الجنزوري لم يكن فقط محبًا للتخطيط إنما كان مؤمنًا به أيضًا، كدليل على ذلك، حينما عين محافظًا للوادي الجديد وبني سويف فضل أن يعود مديرًا لمعهد التخطيط القومي، لأنه ليس فقط محبًا للتخطيط وإنما مؤمن به أيضًا.
  • وفي عام ١٩٨٢ حين عين وزيرًا للتخطيط ووضع الخطة العشرينية ١٩٨٣ التي انتهت عام ٢٠٠٣. وعمل مجموعات عمل في كافة القطاعات، وشرفت بأنه انتدبني للعمل مع سيادته في خطة الزراعة ومستشارًا له كوزير للتخطيط.. وبدأت الخطة الأولى من العشرينية وأعاد فكرة التخطيط الاستراتيجي وقسمها إلى مدد طويلة ومتوسطة وقصيرة الأجل.
  • د. الجنزوري كان لا يشعر بسعادة إلا في معهد التخطيط القومي رغم رئاسته للوزارة، وكان يقوم بأغلب مقابلاته هنا في المعهد عند تشكيل الحكومة واختيار الوزراء.
  • د. الجنزوري أيضًا من حبه للتخطيط حين غُير اسم وزارة التخطيط لوزارة التنمية الاقتصادية حرص على إعادة اسمها وزارة التخطيط.
  • ومارس التخطيط في مراحل مختلفة حينما كان التخطيط مركزيًا وتخطيطًا تأشيريًا،
  • د. الجنزوري في فترة رئاسته للوزارة كانت له في عهده العديد من المشاريع الهادفة للتوسع بعيدًا عن منطقة وادي النيل، منها مشروع مفيض «توشكى» وشرق العوينات، وتوصيل المياه إلى سيناء عبر ترعة السلام، ومشروع غرب خليج السويس، وتم العمل على تنفيذ الخط الثاني لمترو الأنفاق بين شبرا الخيمة بالقليوبية والمنيب بالجيزة.

مشروع توشكي:

حينما وضع خطته كانت الاستثمارات ٣٠٠ مليار جنيه، ٨٠% قطاع خاص و٢٠% قطاع حكومي، وهذا المشروع ليس زراعيًا فقط، إنما مشروعًا خدميًا وصناعيًا أيضًا.

وما نفذ من هذا المشروع هو الجزء الحكومي في الزارعة. حيث إن المشروع كان بمثابة «المشروع الحلم» الذي يساعد على فتح آفاق ومجالات واسعة نحو خلق مجتمعات عمرانية جديدة واستغلال الموارد الطبيعية لتحقيق تنميه زراعية وصناعية وتعدينية وسياحية على أرض الوادي الجديد بتوشكى عبر ترعة الشيخ زايد، حيث يتم نقل 5.5 مليار م3 من المياه سنويًا إلى أراضي الوادي، والمرحلة الأولى للمشروع استصلاح وزراعة 500 ألف فدان لتصل في المرحلة التالية لحوالي 3.3 مليون.

ترك الوزارة وثار الإعلام على أن مشروع توشكي هو مشروع الجنزوري، ولم يكن هو صاحب المشروع، إنما كان كاشفًا له من الستينيات، وثُبتت جدوى هذا المشروع كما في أمريكا والهند.

كان من أهم أولوياته وصول المساحة المأهولة في الدولة إلى ٢٥%، وزيادة الرقعة الزراعية، حيث الخروج إلى الوادي الواسع وزيادة المساحة المأهولة من ٧% إلى ٢٥% وضرورة زيادة الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل وزيادة عجلة الصادرات.

أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية اسم رئيس الوزراء الراحل الدكتور كمال الجنزوري، على محور توشكي تقديرًا له، وذلك خلال افتتاح المشروع القومي «توشكي الخير» وعدد من مشروعات استصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية بتوشكى، والفريق المعاون له كان له الفضل في دراسة مشروع توشكى، وأكد كونه مشروعًا قابلًا للنجاح»، كانت تلك الكلمات للرئيس السيسي التي وجهها لتحية الدكتور كمال الجنزوري، خلال افتتاح مشروع «توشكى الخير»، مطالبًا بتغيير اسم محور وكوبري توشكى ليصبح «محور الدكتور كمال الجنزوري»، وذلك تقديرًا لجهوده.

وكانت فكرة إنشائه بهدف خلق وادي جديد في الصحراء الغربية على مساحة 540 ألف فدان، وتصل في المستقبل إلى مليون فدان، موازي لوادي النيل. وبلغت تكلفة المشروع 6.4 مليارات جنيه، وتم البدء به في أكتوبر 2020، وتمت زراعة 30 ألف فدان قمح خلال أول 3 أشهر من بداية المرحلة الأولى، إضافة إلى إنهاء تجهيز حوالي 100 ألف فدان قابلة للزراعة، وجارى تجهيز 100 ألف فدان أخرى بنهاية العام الجاري.

وقد شرفت بالعمل معه منذ ١٩٨٢ وكنا على تواصل دائم وشاركت مع سيادته في نادى باريس.

ود. الجنزوري رجل دولة من الطراز الأول وقائد إداري ولا يجاريه فيه أحد، وكان حازمًا جدًا في العمل وكان دائمًا منحازًا للفقراء ومحدودي الدخل، وكان يتمتع بذاكرة قوية في البيانات والمعلومات، وكان عصاميًا معتزًا بنفسه وبفكره، ويحب العمل في مصر، ولا يحب التواجد بالخارج، وكان متواضعًا وله هيبة العلماء وكبرياؤهم، لا يقبل أي تدخل في عمله، وكان نزيهًا وشريفًا وأمينًا وعفيف اللسان، ويتعامل مع الآخرين كأخوة وأبناء، وكان حريصًا على التشجيع والدعم لغيره، وكان وطنيًا حتى النخاع، وكان شجاعًا في الحق ومحبًا لتراب مصر.

كما تناول المتحدث الثالث أ.د. جلال مصطفي السعيد.. في كلمته عدة نقاط على النحو التالي:

عندما تولى رئاسة الحكومة في المرة الثانية في نهاية عام 2011، وبعد شهور عصيبة من اندلاع ثورة 25 يناير، وفى خضم الاحتجاجات والاعتصامات والمظاهرات والوقفات التي كان يقودها الإخوان والسلفيون وحركة 6 إبريل والاشتراكيون الثوريون وغيرهم من ثوار هذا الزمان، فقد فاجأني باتصال يعرض علي أن أكون أحد أفراد الكتيبة القتالية التي كان يشكلها، وتحمل مجازًا اسم مجلس الوزراء، لنقوم جميعًا، بعد اتصاله بأيام، بحلف اليمين أمام المشير طنطاوي في مقر وزارة الدفاع يوم 7 ديسمبر 2011، في ظروف هي الأصعب في تاريخ مصر الحديث على الإطلاق.

لماذا كان الجنزوري حريصًا على النجاح؟

  • للظروف الصعبة السائدة، التي كانت لا تتحمل أية انتكاسة.
  • تجربته السابقة كرئيس لمجلس الوزراء، والصورة الذهنية التي كان يتمتع بها عند الناس.
  • حرصه على أن يكون في عودته، بعد كل هذه السنين، وفي هذه الظروف الصعبة، ترسيخ لهذه الصورة الذهنية الإيجابية التي ترك بها الحكومة في ١٩٩٩.
  • الخوف على مستقبل البلاد واستقرارها.

وعندما شغل الدكتور الجنزوري منصب رئيس الوزراء في المرة الأولى، في يناير 1996، كنت أنا عميدًا لكلية الهندسة ولم أكن من الطبقة التي تتعامل مع رئيس مجلس الوزراء، ولكنى، وكأي مواطن مصري، كنت أتابع ما كان يقوم به، وقد استطاع وقتها، وفى شهور قليلة، أن يكتسب شعبية واسعة، واشتهر بالدقة والصرامة والقدرة على الإنجاز والمتابعة ومعرفة نبض الشارع والمواطن المصري البسيط، وإصدار القرارات التي تصب في مصلحته مباشرة.

وكانت الظروف التي تولت فيها حكومة الإنقاذ مهامها غاية في الدقة والخصوصية، فمن ناحية كان ما حدث في يناير منذ شهور قليلة يلقي بظلاله على المشهد العام، وكانت قضايا الانفلات العام، والأوضاع الاقتصادية صعبة للغاية، ومن ناحية أخرى كانت هناك تهديدات إقليمية عديدة، وكانت هناك قناعة بأن ما حدث في يناير 2011 وما بعده لابد أن يكون من ترتيب تحالفات وتنظيمات داخلية وإقليمية ودولية، وأن الحفاظ على كيان الدولة لابد أن يكون أحد الأهداف الرئيسة في هذه المرحلة.

وكانت قناعة الدكتور الجنزوري حينما جرى تكليفه بتشكيل الحكومة، بعد إخفاق حكومتي الفريق شفيق والدكتور عصام شرف في السيطرة على المشهد العام المرتبك وعلى الأوضاع الهادرة في أنحاء البلاد، أنه يحتاج صلاحيات واسعة لمواجهة الأوضاع السائدة وقتها.

لقد كان الرأي في ذلك الوقت أن قضايا الأمن القومي، وتحديدًا ما يخص الحفاظ على استقرار البلاد وتثبيت أركان الدولة يجب أن يحظى باهتمام أعلى مستوى من السلطة القائمة على إدارة شؤون البلاد والمتمثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بما يملكه من قدرات وإمكانات هائلة، على أن يكون ما عدا ذلك من مسؤوليات رئيس مجلس الوزراء.

الجنزوري عندما عاد:

  • كان في اختياره رئيسًا للوزراء تأكيدًا على الصورة الذهنية المحترمة التي استقر بها في وجدان المصريين بعد خروجه المفاجئ من رئاسة الحكومة في ١٩٩٩.
  • حرص عند الاضطلاع بالمسؤولية الجديدة على ضمان نجاح حكومته في مواجهة الانفلات الخطير في ذلك الوقت.
  • استخدم كل خبراته، ومخزون تجاربه، في التعامل مع المشهد العام شديد التعقيد في ذلك الوقت.
  • تحمل ضغوطًا رهيبة من الإخوان لرغبتهم في إكمال السيطرة على السلطة التنفيذية (رئاسة الحكومة) بعدما تمت السيطرة على السلطة التشريعية.
  • أنهي هو وحكومته المهمة بنجاح، وترك خطة واضحة لمضاعفة الدخل القومي في عشر سنوات.
  • ظل الدور الذي قام به محفورًا، بأحرف من نور، في وجدان الشعب المصري.

 

لقد كان في الاستجابة لما طلبه رئيس الحكومة المكلفة، وتوسيع صلاحياته على الشكل السابق وتسمية الحكومة وقتها باسم حكومة الإنقاذ الوطني، إحدى الدعائم الرئيسة التي أسهمت في إعادة ترتيب الأمور، وأوجدت مناخًا ملائمًا لإحداث تغيير ملحوظ في المشهد العام في خلال أسابيع قليلة من عمل الحكومة، والتي كان تركيزها ينصب على إنجاز مهمتين رئيستين، الأولى هي إعادة الاعتبار لجهاز الشرطة وإعادة تأهيله وإحكام سيطرته على الشارع المصري الذى كان يعاني من انفلات أمني رهيب، وقام بذلك، وباقتدار الدكتور الجنزوري شخصيًا، ووزير الداخلية الفدائي اللواء محمد إبراهيم يوسف، أما المهمة الثانية فكانت في إيقاف الانهيار الرهيب في الأوضاع الاقتصادية واستنزاف الاحتياطي من النقد الأجنبي بما قيمته 25 مليار دولار في شهور معدودة، بالإضافة إلى التوقف شبه الكامل للنشاط الاقتصادي للدولة.

كان الدكتور الجنزوري في اجتماعات مجلس الوزراء، التي كانت تعقد أسبوعيًا في مقر وزارة الاستثمار في ظل حالة عدم الاستقرار التي بدأنا العمل في ظلها، مثالاً لرباطة الجأش والتركيز والحنكة والقدرة على بلورة المواقف ومناقشتها بشكل موضوعي، والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة، كل هذا في ظل إدارة صارمة منجزة لا تسمح باللغو والمزايدة وتنتهي المناقشات برأي يلخصه ويطرحه للتصويت ويتم إقراره.

المداخلات:

  • توجه زوج بنت الجنزوري الصغرى (محامي) بالشكر للسيد رئيس الجمهورية لما قدمه للجنزوري، وأوضح لقد شعرت بكمية الوفاء والعطاء للجنزوري من معهد التخطيط القومي وأساتذته، وأنا متأكد من أن كل من تكلم قد تكلم من قلبه، أنتم أسعدتمونا وأشعرتمونا بأن مصر بخير.
  • مسيرة د. الجنزوري مسيرة عطاء.. رجل من رجالات مصر، كان هناك أكثر من موقف حينما كنا في خصخصة قطاع الكهرباء (عندما كنت وزيرًا سابقًا للكهرباء) كان البنك الدولي موجودًا، وكانت توصيتهم برفع شريحة الكهرباء وأصر الدكتور الجنزوري على عدم المساس بها. وموقف توشكي إذا كان هناك شيء لابد من ذكره فهو مشروع توشكي للدكتور الجنزوري مهما كان عليه من علامات استفهام، حيث كان سيوفر الأمن الغذائي لمصر.
  • كان د. الجنزوري على تواصل معي كمحافظ للقاهرة الأسبق بصورة لحظية خاصة أيام المظاهرات، وكنت أشعر بأني أتلقي مكالمة من والدي في كل الاجتماعات والأحاديث، رغم أننا كنا تحت ضغط وأعاد ثقتي في بعض الأمور خلال تلك الفترة.
  • كانت تكليفاته لي كرئيس للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، خاصة بالبيانات والمعلومات، وكان ملهمًا لمناقشة تلك البيانات ومدي إحساسنا بأهمية الجهاز، وكان يبدي امتنانه ويوجه لتفسير بعض الظواهر المعينة.
  • كوزير سابق للإعلام، فإن كل من تعامل معه وجد فيه الأب والمعلم، والحقيقة لم تنقطع علاقته مع أي فرد تعامل معه من قبل.
  • تشرفت بـأني كنت أجلس معه كل أسبوع تقريبًا كعضو هيئة علمية بالمعهد، وكنت أشعر بأنى جالسة مع والدي رحمه الله، كان متواضعًا جدًا وغير متكلف، وكان دائمًا يسألني عما أنشره أو أكتبه.

اختتم المداخلات د. أشرف العربي بتكرار الشكر للمنصة الكريمة، وللدكتور مصطفى أحمد مصطفى، وكافة أعضاء فريق السيمنار ولكل السادة الحضور، وأكد على أن الرواد الأربعة يجعلون المرء يشعر بفخر كبير ورهبة شديدة، رهبة شديدة لأن المرء يجلس مكان هؤلاء الرواد، وأن المعهد بصدد وضع آلية لعمل جائزة سنوية باسم الرواد (جائزة بحثية) لضمان استمرار وتواصل فكر هؤلاء الرواد.

·      يمكن الدخول لمشاهدة الفيديو التعريفي للحلقة عبر الرابط التالي:

 

https://fb.watch/jXE1u8g5_p/

·      الفيديو الخاص بالحلقة عبر الرابط التالي:

https://fb.watch/jFMe_cFv-Z/